«من عبد الله الإمام (?) المأمون أمير المؤمنين إلى المبايعين على الحق، والناصرين للدين، من أهل خراسان وغيرهم من أهل الإسلام.
سلام عليكم، فإن أمير المؤمنين يحمد إليكم الله الذى لا إله إلا هو، ويسأله أن يصلّى على محمد عبده ورسوله، أما بعد: فالحمد لله القادر القاهر، الباعث الوارث، ذى العزّ والسلطان، والنور والبرهان، فاطر (?) السموات والأرض وما بينهما، والمتقدّم بالمنّ والطّول على أهلهما، قبل استحقاقهم لمثوبته بالمحافظة على شرائع طاعته، الذى جعل ما أودع عباده من نعمته، دليلا هاديا لهم إلى معرفته، بما أفادهم من الألباب التى يفهمون بها فصل الخطاب، حتى أقيموا على موارد الاختبار، وتعقّبوا مصادر الاعتبار، وحكموا على ما بطن بما ظهر، وعلى ما غاب بما حضر، واستدلّوا بما أراهم من بالغ حكمته، ومتقن صنعته، وحاجة متزايل (?) خلقه ومتواصله إلى القوم (?) بما يلمّه ويصلحه، على أن له بارئا هو أنشأه وابتدأه ويسّر بعضه لبعض، فكان أقرب وجودهم