وكتب الأمين إلى المأمون يسأله أن يتجافى له عن كور من كور خراسان سمّاها وأن يوجّه العمال إليها من قبل الأمين، وأن يحتمل توجيه رجل من قبله يولّيه البريد عليه ليكتب إليه بخبره، فكبر ذلك على المأمون واشتد، وأحضر خاصّته من الرؤساء والأعلام، وقرأ عليهم الكتاب، واستشارهم فى الأمر، فأشار عليه كلّ بما يرى، فقال المأمون لوزيره الفضل (?) بن سهل ذى الرياستين: اكتب يا فضل إليه، فكتب:
«وقد بلغنى كتاب أمير المؤمنين، يسأل التّجافى عن مواضع سمّاها، مما أثبته الرشيد فى العقد، وجعل أمره إلىّ، وما أمر رآه أمير المؤمنين أحد يجاوز أكثره، غير أن الذى (?) جعل إلىّ الطّرف الذى أنا به لا ظنين فى النظر لعامّته، ولا جاهل بما أسند إلىّ من أمره، ولو لم يكن ذلك مثبتا بالعهود والمواثيق المأخوذة، ثم كنت على الحال التى أنا عليها: من إشراف عدوّ مخوف الشّوكة، وعامّة لا تتألّف عن هضمها (?)،