وكتب محمد بن كثيّر إلى هرون الرشيد:
«يا أمير المؤمنين، لولا حظّ كرم الفعل فى مطالع السؤال، لألهى المطل قلوب الشاكرين، ولصرف عيون الناظرين إلى حسن المحبة، فأى الحالين يبعد قولك عن مجاز فعلك؟ ».
فقال هرون الرشيد: هذا الكلام لا يحتمل الجواب، إذا كان الإقرار به يمنع من الاحتجاج عليه». (زهر الآداب 3: 356)
ولما مات قرد زبيدة (?) بنت جعفر، ساءها ذلك ونالها من الغم ما عرفه الصغير والكبير من خاصّتها، فكتب إليها أبو هرون العبدى:
«أيتها السيدة الخطيرة، إن موقع الخطب بذهاب الصغير المعجب، كموقع السرور بنيل الكثير المفرح، ومن جهل قدر التعزية عن التّافه الخفىّ، عمى عن التهنئة بالجليل السّنىّ (?)، فلا نقصك الله الزّائد فى سرورك، ولا حرمك أجر الذاهب من صغيرك».
فأمرت له بجائزة (زهر الآداب 3: 297)
ووافت الرشيد منيّته وهو بطوس إحدى مدن خراسان فى جمادى الآخرة