ومظالمهم حتى لا تبقى لمتظلّم منهم قبلهم ظلامة إلا استقضيت ذلك له، وحملته وإياهم على الحق والعدل فيها، فإذا بلغت أقصى غاية الإحكام والمبالغة فى ذلك، فأشخص الخائن وولده وأهل بيته وكتّابه وعمّاله إلى أمير المؤمنين فى وثاق (?)، وعلى الحال التى استحقّوها من التغيير والتنكيل بما كسبت أيديهم، وما الله بظلّام للعبيد.
ثم اعمل بما أمرك به أمير المؤمنين، من الشّخوص إلى سمرقند، ومحاولة ما قبل «خامل (?)» ومن كان على رأيه، ممن أظهر خلافا وامتناعا من أهل كور ما وراء النهر وطخارستان (?) بالدّعاء إلى الفيئة (?) والمراجعة، وبسط أمانات أمير المؤمنين التى حمّلكها إليهم، فإن قبلوا وأنابوا وراجعوا ما هو أملك بهم، وفرّقوا جموعهم، فهو ما يحبّ أمير المؤمنين أن يعاملهم به، من العفو عنهم والإقالة لهم، إذ كانوا رعيّته، وهو الواجب على أمير المؤمنين لهم إذا أجابهم إلى طلبتهم، وآمن روعهم، وكفاهم ولاية من كرهوا ولايته، وأمر بإنصافهم فى حقوقهم وظلاماتهم، وإن خالفوا ما ظنّ أمير المؤمنين، فحاكمهم إلى الله إذ طغوا وبغوا وكرهوا العافية وردّوها، فإن أمير المؤمنين قد قضى ما عليه، فغيّر ونكّل وعزل واستبدل وعفا عمن أحدث وصفح عمن اجترم (?)، وهو يشهد الله عليهم بعد ذلك فى خلاف إن آثروه، وعنود (?) إن أظهروه، وكفى بالله شهيدا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، عليه يتوكل وإليه ينيب، والسلام».
وكتب إسماعيل بن صبيح بين يدى أمير المؤمنين.
(تاريخ الطبرى 10: 107)