قال: وما ذاك؟ قالوا: تشم هذه البقلة -وقدامهم بقلة دقيقة القضبان، قليلة الأوراق، لاصقة بالأرض، تدعى التربة- فقال:
"هذه التربة التي لا تذكي1 نارًا، ولا تؤهل2 دارًا، ولا تسر جارًا، عودها ضئيل، وفرعها كليل3، وخيرها قليل، أقبح البقول مرعى، وأقصرها فرعًا، وأشدها قلعًا، فتعسًا لها وجدعًا4، وبلدها شاسع5، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها قانع6؛ فالقوا بي أخا بني عبس، أرده عنكم بتعس7 ونكس، وأتركه من أمره في لبس".
فلما أصبحوا غدوا به معهم إلى النعمان؛ فذكروا حاجتهم، فاعترض الربيع، فرجز به ليبد رجزًا ما لبث معه النعمان أن تقزز منه، وأمره بالانصراف إلى أهله
"مجمع الأمثال 2: 33 وجمهرة الأمثال 2: 116، والأغاني 14: 91، أبناء نجباء الأبناء ص 171، وأمالي السيد المرتضى 1: 135".