20- نصيحة محمد بن الحنفية للحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما:

"يا أخي: أنت أحب الناس إلي، وأعزهم علي، ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك، تنح بتبعتك1 عن يزيد بن معاوية، وعن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك إلى الناس، فادعهم إلى نفسك، فإن بايعوا لك حمدت الله على ذلك، وإن أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك، ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك، إني أخاف أن تدخل مصرًا من هذه الأمصار، وتأتي جماعة من الناس، فيختلفوا بينهم، فمنهم طائفةٌ معك، وأخرى عليك، فيقتتلوا، فتكون لأول الأسنة، فإذا خيرُ هذه الأمة كلها نفسًا وأبًا وأمًّا أضيعها دمًا، وأذلها أهلا".

قال له الحسين: "فإني ذاهب يا أخي". قال: "فانزلْ مكةَ، فإن اطمأنت بك الدار فسبيلٌ ذلك، وإن نبت2 بك لحقت بالرمال، وشعف3 الجبال، وخرجت من بلد إلى بلد، حتى تنظر إلام يصير أمر الناس، وتعرف عند ذلك الرأي، فإنك أصوب ما يكون رأيًا وأحزمه عملا، حتى تستقبل الأمور استقبالا، ولا تكون الأمور عليك أبدًا أشكل منها حين تستدبرها استدبارًا".

قال: "يا أخي قد نصحت فأشفقت، فأرجو أن يكون رأيك سديدًا موفقًا".

وسار إلى مكة، فأتاه أهل الكوفة ورسلهم، إنا قد حبسنا أنفسنا عليك، ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فاقدَم علينا4 -وكان النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015