فَرَوَّاغُون كالثعالب، أما تخافون مقت الله! ولا عَيْبَهَا وعارها1! ".

ثم استقبل الحسن بوجهه فقال: "أصاب الله بك المراشد، وجنبك المكاره، ووفقك لما تحمد وروده وصدوره، قد سمعنا مقالتك، وانتهينا إلى أمرك، وسمعنا لك، وأطعناك فيما قلت وما رأيت، وهذا وجهي إلى معسكري، فمن أحب أن يوافيني فليوافِ" ثم مضى لوجهه، إلى النخيلة.

وقام ثلاثة آخرون من أصحاب الحسن، فأنبوا الناس ولاموهم وحرضوهم، وكلموا الحسن بمثل كلام عدي بن حاتم، فقال لهم: صدقتم رحمكم الله، ما زلت أعرفكم بصدق النية والوفاء والقبول والمودة الصحيحة، فجزاكم الله خيرًا، ثم نزل، وخرج الناس، فعسكروا ونشطوا للخروج، وسار الحسن في عسكر عظيم، وعدة حسنة.

"شرح ابن أبي الحديد م4: ص14"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015