الكتيبة، ولقوا شبًا1 الأسنة، وشائك السهام، وظبات السيوف بنحورهم، ووجوهم وصدورهم، فمضى الشاب منهم قدما، حتى اختلفت رجلاه على عنق فرسه، واختضبت محاسن وجهه بالدماء، وعفر2 جبينه بالثرى، وانحطت عليه طير السماء، وتمرقته سباع الأرض؛ فطوبى لهم وحسن مآب؛ فكم من عين في منقار طائر طالما بكى بها صاحبها في جوف الليل من خوف الله، وكم من يد قد أبينت عن ساعدها، طالما اعتمد عليها صاحبها راكعًا وساجدًا، وكم من وجه رقيق، وجبين عتيق3، قد فلق بعمد الحديد، ثم بكى، وقال: آه، آه على فراق الإخوان، رحمة الله على تلك الأبدان، وأدخل أرواحهم الجنان".

"الأغاني 20: 105، وشرح ابن أبي الحديد م1: ص459، والبيان والتبيين 2: 61، والعقد الفريد 2: 161"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015