حلومكم يا قوم لا تعزبنها1 ... ولا تقطعوا أرحامكم بالتدابر

وأدوا إلى الأقوام عقل ابن عمهم ... ولا ترهقوهم سبئة في العشائر2

فإن ابن زيراء الذي فاد لم يكن ... بدون خليف أو أسيد بن جابر3

فإن لم تعاطوا الحق؛ فالسيف بيننا ... وبينكم، والسيف أجور جائر

فتظافروا4 علينا حسدًا، فأجمع ذوو الحجى منا أن نلحق بأمنع بطن من الأزد؛ فلحقنا بالنمر بن عثمان، فوالله مافت5 في أعضادنا، فأبنا عنهم، ولقد أثارنا6 صاحبنا وهم راغمون.

فوئب طريف بن العاصى من مجلسه، فجلس بإزاء الحرث، ثم قال:

تالله ما سمعت كاليوم قولًا أبعد من صواب، ولا أقرب من خطل7، ولا أجلب لقدع8 من قول هذا، والله أيها الملك ما قتلوا بهجينهم بذجًا9، ولا رقوا به درجًا، ولا أنطوا10 به عقلًا، ولا أجتفئوا11 به خشلًا12، ولقد أخرجهم الخوف عن أصلهم، وأجلاهم عن محلهم، حتى استلانوا خشونة الإزعاج، ولجئوا إلى أضيق الولاج13: قلا وذلا.

فقال الحارث: أتسمع يا طريف، إني والله ما إخالك كافًا غرب14 لسانك، ولا منهنهًا15 شرة نزوانك، حتى أسطو بك سطوة تكف طماحك، وترد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015