وضمن التّنبكتي كلامه المشار إليه تنويها بعمله في نيل الابتهاج، وإشادة بتوسعه فيه مقارنة بعمل بدر الدين القرافي، ملمعا إلى أنه تيسر للأخير ما لم يتيسر له من كونه من أهل القاهرة حيث وفرة العلماء ومعاهد العلم ودور الكتب، وأما هو فإنه من بلدناء، وصاحب محنة وبلاء.
وغلب على تلك المقدمة الكلام في علم التاريخ - ولا سيما تاريخ الرجال - من حيث أهميته وفضله وفائدته، واشتمال الكتاب والسنة عليه، ودعوتهما إليه، والأضرار الناتجة عن الجهل به، وما يشترط في المتصدي له، واهتمام السلف به.
ولم يرد التّنبكتي في هذا الكتاب حصر جميع الفقهاء المالكية، بل سلك طريقة ابن فرحون في الاقتصار على الأئمة والمشاهير (?)، قال في المقدمة: «فما زالت نفسي تحدثني. . . باستدراكي عليه ببعض ما فاته أو جاء بعده من الأئمة الأعيان» (?)، وقال في الخاتمة: «فحصل بذلك كله - بحمد الله تعالى - تراجم عدة للأئمة المجتهدين المتأخرين ذوي الرسوخ، فمن دونهم في العلم