قراءته وإعرابه وأحكامه وناسخه ومنسوخه ومعانيه. وجمع كتبا حسانا كثيرة النفع على مذاهب أهل السنة، ظهر فيها علمه، واستبان فيها فهمه، وكانت له عناية كاملة بالحديث ونقله وروايته وضبطه ومعرفة برجاله وحملته، حافظا للسنن، جامعا لها، إماما فيها، وعارفا بأصول الديانات، مظهرا للكرامات، قديم الطلب للعلم، مقدما في المعرفة والفهم، على هدي وسنة واستقامة؛ وكان سيفا مجردا على أهل الأهواء والبدع، قامعا لهم، غيورا على الشريعة، شديدا في ذات الله تعالى. سكن قرطبة، وأقرأ الناس بها محتسبا، وأسمعهم الحديث. . . ثم خرج إلى الثّغر فتجول فيه، وانتفع الناس بعلمه، وقصد طلمنكة بلده في آخر عمره، فتوفي بها بعد طول التجول والاغتراب. وقال حاتم: كان أبو عمر من أهل العناية بالعلم والضبط له، وله علوم حسنة. وقال أبو عمرو المقرئ: كان خيّرا فاضلا ضابطا لما روى.

ولد سنة أربعين وثلاث مئة.

وتوفي بطلمنكة صدر محرم سنة تسع وعشرين وأربع مئة، وقيل: في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين، وقد قارب التسعين.

[الطبقة الثامنة: الأندلس]

147 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن هانئ أبو عمر القرطبي *:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015