عليهم كتب الرقائق، وكان كثير الخشية، سريع الدمعة، متهجدا بالقرآن، متقنا لأحرفه السبعة، بصيرا بمعانيه وإعرابه، عارفا بالخبر والشعر، طيب المجالسة، وقورا، سمحا، قانعا برزقه وحظه، وكان يغسل الموتى. . . وله شعر حسن، ولاه المهدي خطة الشرطة والوثائق. . . فخرج عند حلول الحادثة بقرطبة إلى المرية، فنوّه به صاحبها، وقلّده قضاء لورقة، فحسنت سيرته.
وقال ابن بشكوال: واستوسع في الرواية والجمع والتقييد والإكثار من طلب العلم. . . وعني بالفقه وعقد الوثائق والشروط، فحذقها وشهر بتبريزه فيها، ثم شارف كثيرا من العلوم فأخذ بأوفر نصيب منها، ومال إلى الزهد، ومطالعة الأثر، فكان يعظ الناس بمسجده بحوانيت الريحاني بقرطبة، ويعلم القرآن فيه. . .
ولد سنة ست وأربعين وثلاث مئة، ويقال: في ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين.
وتوفي بلورقة لست عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة عشرين وأربع مئة.
[الطبقة الثامنة: الأندلس]
118 - أحمد بن علاء بن عمرو بن نجيح الخولاني *:
الإلبيري، المفتي.
سمع من حفص بن عمرو، وابن فطيس، وطاهر، وغيرهم.