القرطبي - وأصله من جيّان، ويقال: من فحص البلوط -، الوزير، قاضي القضاة (?). وستأتي ترجمة أبيه وأخيه محمد إن شاء الله تعالى.
قال ابن حيّان: وكان صارما في حكمه، محمود الطريقة، عاقلا، عالما بمذاهب المالكية، ذا عفاف، ونزاهة، وبراءة من الريبة، وبعد همة، وفرط هيبة وزكانة، فلقد كان في هذا الباب في مرتبة الخليفة، لم يقدر أحد ينقصه منها قلامة ظفر مع اختلاف الدول، وحلول الفتن، إلى أن فارق الحياة، وهو أعلى الناس محلا. وذكر أبو الخيار الشّنتريني الداودي أبا العباس - وكان ما بينهما سيئا - فقال: أبو العباس! وما أبو العباس؟؟ نظر في الفقه على مذهب مالك فأدرك طرفا منه، إلا أنه لم يستبحر في الحفظ، واكتسب بالدربة الحذق في الحكومة، وكان مع ذلك صليبا، فهما بعيدا من المداراة، حاد بالناس إجلاله عن مذاكرته، فلاذوا من مناظرته بالتسليم والموافقة، وتحاموا سؤاله إلا أن يبدأ من ذلك بشيء، وكان أكبر ما فيه عقله ورأيه. وقال القاضي عياض: