الانتساب إلى أحمد بن عيسى بن زيد، وانتسب إلى يحيى بن زيد؛ ومحمّد.
فولد محمد هذا: علي، ادعى [علي] صاحب الزنج- لعنه الله- أنه علي هذا، وعلىّ حينئذ حي قائم بالكوفة، له ثمان وعشرون سنة، وطال عمر علي هذا حتى مات بعد قتل صاحب الزنج بنحو خمسين سنةً؛ وكان لعلي من الولد: محمد، ويحيى، والقاسم، وزيد؛ فلولا علم النسب، لجاز لهذا الكافر ما ادعى من هذا النسب الشريف؛ وإنما كان صاحب الزنج علي بن محمد بن عبد الرحيم العبقسي من عبد القيس صليبةً، من قرية من قرى الرى اسمها ورزنين (?) . وكان له من الولد: محمّد، ويحيى، وسليمان، والفضل؛ فأما محمد، فولد له قديماً قبل قيامه بالبصرة، وصلبه المؤيد بعد قتل أبيه- لعنهما الله- بعامين؛ وأمّا يحيى وسليمان والفضل، فولدوا له بعد قيامه بالبصرة؛ فلما قتل، حبسوا في المطبق، وهم صبيان؛ فلم يزالوا فيه إلى أن ماتوا رجالاً. وكانت لصاحب الزنج- لعنه الله- ابنتان، زوج إحداهما من علي بن أبان المهلبي صاحبه، وولد له منها ابن استعبده الموفّق، وسمّاه نسيفا، وولّاه الولايات، وآخر ما ولّاه البصرة، وقتل بها ليلة دخول القرامطة البصرة؛ وكان محمود الطريقة؛ والثانية، زوجها من سليمان بن جامع صاحبه؛ كان سليمان هذا عبدا أسود كيّالا من أهل هجر (?) ، فصحبه وشاهد حروبه، وعلت حاله عنده، ثم أخذ هو، والمهلّبىّ، وأخو المهلبي الخليل بن أبان، وصلبوا ثلاثتهم مع محمد ابن صاحب الزنج المذكور- لعنهم الله- وكان محمد المذكور يلقب انكلاني، ومعناه بالزنجية: «ابن الملك» .
رجع الكلام إلى النسب الذي كنّا فيه: ولكل ولد عيسى بن زيد عقب. وولد الحسين بن زيد بن علي بن الحسين: الحسن، قتل مع أبي السرايا بالكوفة؛