ففي هذا وقع القتال بين بني عدي بن كعب، تعصب بعضهم لولد خولة، وتعصب بعضهم لولد زجاجة؛ وفي هذه الحرب قتل زيد بن عمر بن الخطاب: أتى ليصلح بينهم؛ فأصابته ضربة خاطية، قيل إن خالد بن أسلم، أخا زيد بن أسلم مولى عمر، أصابه؛ وزكرياء؛ ومحمّد، قتله مسلم بن عقبة يوم الحرة: أمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة التميمى؛ وحميد: أمه أميمة بنت الجنيد ابن جمانة بن قيس بن زهير؛ وصخير؛ وصخر. وأعقبوا، حاشا حميداً، فلا عقب له.
فمن أنسالهم: إسماعيل بن محمد بن أبي الجهم، كان من الخطباء؛ وأبو بكر ابن عبد الله بن أبي الجهم، كان من الفقهاء؛ وخالد بن إلياس بن صخر بن أبي الجهم من المحدثين؛ وابنه محمّد بن خالد؛ وبكر بن صخير بن أبي الجهم، روى عنه الحديث؛ وحميد بن سليمان بن حفص بن عبد الله بن أبي الجهم المذكور، نسابة عالم راوية.
وولد عوف بن عبيد بن عويج بن عدي: عبد مناف بن عوف، وحرثان ابن عوف، ونضلة بن عوف. فمن ولد عبد مناف بن عوف: نعيم النحام (?) بن عبد الله بن أسيد بن عبد مناف بن عوف؛ وله صحبة وهجرة؛ قتل يوم أجنادين، وهو الذي اشترى المدبر الذي باعه النبي- صلى الله عليه وسلم؛ وابنه إبراهيم بن نعيم، وأمّه زينب بنت حنظلة بن قسامة بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعان بن رومان؛ وطريف هذا هو ممدوح امرئ القيس، الذي يقول فيه:
لنعم الفتى نعشو إلى ضوء ناره ... طريف بن مال ليلة الجوع والخضر
وكانت قبل نعيم عند أسامة بن زيد، فطلّقها؛ وعمّتها الجرباء بنت قسامة كانت عند طلحة بن عبيد الله، وأمة (?) بنت نعيم هي التي خطبها عبد الله بن عمر، فردّه نعيم، وأنكحها النعمان بن عدي [بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان ابن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي] بن كعب؛ وعدى بن نضلة، والد النعمان المذكور، من مهاجرة الحبشة، ومات هنالك، وورثه ابناه النعمان