حصين بن عبد الرحمن وثقه ابن حجر، إلا أنه قال: تغير حفظه في الآخر، وأيضا مرة بن شرحبيل لم يصرح بمن حدثه به، فالإسناد منقطع.
وهذه الرواية يشهد لها الأثران السابقان، بأن أهل البصرة يقرءون بقراءة أبي موسى الأشعري، وأهل الكوفة يقرءون بقراءة عبد الله بن مسعود، وأن هذه الحادثة حصلت قبل أن يأتي حذيفة بن اليمان إلى أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ويخبره باختلاف المسلمين حول قراءة القرآن، ويخشى أن يختلفوا كما اختلف أهل الكتاب.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا عبدة بن سليمان حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله: (أنه قال: وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ (?)، ثم قال: على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟ فلقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أن أحدا أعلم مني لرحلت إليه، قال شقيق: فجلست في حلق أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما سمعت أحدا يرد ذلك عليه ولا يعيبه) (?).
يدل الحديث على كراهية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في بداية الأمر على ما قام به سيدنا عثمان رضي الله عنه من توحيد المصاحف على مصحف واحد، وقراءة