أخبره حذيفةٌ بالشانحتى بدت بينهم العداوةلهذه الأسباب والأحداث، رأى عثمان بثاقب رأيه، وصادق نظره، أن يتدارك الأمر، فجمع أعلام الصحابة وذوي البصر منهم، وأجال الرأي بينه وبينهم في علاج هذه الفتنة، فأجمعوا أمرهم على استنساخ مصاحف لإرسالها إلى الأمصار، فيؤمر الناس باعتمادها، والتزام القراءة بما يوافقها، وبإحراق كل ما عداها، وتعتبر تلك المصاحف العثمانية الرسمية الأساس والمرجع المعتمد لحسم الخلاف وقطع النزاع والمراء1.

وقد نظم ذلك الإمام أبو عمرو الداني (رحمه الله) فقال:

وولي الناسَ الرضا عثمانُ ... وبايع الكل له ودانوا

فحضهم معا على الجهاد ... فحضهم معا على الجهاد

فانبعث القوم على ميعاد ... وقصدوا مصححين النية

نحو أذربيجان وأرمينيه ... فاجتمع الشامي والعراقي

فقابلوا قراتهم بالنقض ... واختلفوا في أحرف التلاوة

وقال هذا الأمر فأدركه ... فهو معضل فلا تتركه

فجمع الإمام من في الدار ... من المهاجرين والأنصار

في مصحف بصورة لا تختلف ... أدخله ما بين دفتين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015