ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره ... فمنهم قيامٌ حولها وقعود

فقال الطائف: قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تجاوزوا عن ذوي الهيئات؛ خلوا سبيله. فلما أصبح سأل عنه فإذا هو ابن باقلاني. فقال: إن لم يترك لنسبه فقد ترك لأدبه.

ومثله من المعاريض قول ابن شبرمة؛ وقد سئل عن رجل، فقال: إن له شرفاً وقدماً وبيتاً، فنظر فإذا هو ساقط. فقيل له في ذلك. فقال: ما كذبت: شرفه: أذناه وقدمه التي يمشي عليها، ولا بد أن يكون له بيت يأوي إليه.

وسئل آخر عن رجل؛ فقال: رزين المجلس، نافذ الطعنة؛ فحسبوه سيداً، فإذا هو خياط طويل الجلوس نافذ الإبرة.

من طرف النوادر

طلب العتبي بعد ثمانين سنة أن يتزوج، فقيل له في ذلك. فقال: أولاد الزمان فسدوا فأردت أن أذلهم باليتم، قبل أن يذلوني بالعقوق.

بعث بعض ولد عيسى بن جعفر إلى جماعة من المخنثين فأتوه، فجعلوا يلعبون ويرقصون وبقي مخنث منهم لا يتحرك. فقال: ما لك؟ قال: لا أحسن شيئاً. قال: فلم دخلت يابن الفاعلة؟ يا غلام ائتني بسكرجة مملوءة روثاً وأخرى مملوءة جمراً، فأتاه بهما. فقال: والله لتأكلن من أحدهما أو لأضربنك حتى تموت. قال: يا مولاي؛ دعني أصلي ركعتين. قال: قم فصل؛ فقام يصلي فأطال. فقال له: يابن الفاعلة، إلى كم تصلي؟ قد صليت أكثر من عشرين ركعة! فقال: يا سيدي؛ أنا دائب أدعو الله أن يمسخني نعامةً فأقوى على أكل الجمر، أو خنزيراً فأقوى على أكل الخرا، فلم يستجب لي بعد؛ فدعني أصلي وأدعو، فلعله يستجاب لي؛ فضحك منه ووصله.

هبت ريح شديدة، فقال الناس: قامت القيامة. فقال ربدة المخنث: يا حمقاء؛ القيامة هكذا على البارد بلا دابة ولا دجال ولا دخان ولا يأجوج ولا مأجوج.

ورأى مخنث شيخاً هرماً، فقال: عدمته، كأنه قصر ابن هبيرة ذهب رسمه وبقي اسمه.

من نوادر الأعراب

قدم قوم لأعرابي قريساً فأمعن في أكله. فقيل له: يا أعرابي؟ ما هذا؟ قال: فالوذج؛ إلا أنكم أحمضتموه.

وابتاع أعرابي غلاماً؛ فقالوا له: إنا نبرأ إليك من عيب فيه. قال: ما هو؟ قالوا: يبول في الفراش: قال: إن وجد فراشاً فليفعل.

وقيل لأعرابي: لم إذا غضبنا على غلام لنا قلنا له: أباعك الله في الأعراب قال: لأنا نطيل كده، ونعري جلده، ونجيع كبده.

وقال أبو تمام لرجل سرق شعره:

إنما الضّيغم الهصور أبو الأش ... بال رئبال كلّ خيسٍ وغاب

من عدت خيله على سرح شعري ... وهو للحين راتعٌ في كتابي

غارة أسخنت عيون القوافي ... فاستحلّت محارم الآداب

يا عذارى الكلام صرتنّ من بع ... دي سبايا تبعن في الأعراب

ورأى أعرابي سراويل في فلاة، فأخذه يظنه قميصاً لم يعرف كيف يلبسه!! فمر يعدو ورماه؛ فلقيه رجل فقال: ما لك يا أعرابي؟ قال: أصبت قميصاً للشيطان، وأخاف أن يلحقني فيقول: لم أخذت قميصي؟

أعرابي في عرس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015