و (غَفُوراً) و (رحيماً) و (هنيئاً مريئاً) .
تبدل من التنوين ألفاً في حال الوقف، وإنَّما فعلوا ذلك؛ لأنهم استثقلوا الضمة، والكسرة في حال الوقف، فحذفوها، وأسقطوا التنوين، ووقفوا
على الإسكان، وكانت الفتحة خفيفة، فأبقوها في حال
الوقف، ولزم بقات التنوين معها إلا أنهم التزموا مغايرة
الوقف الابتداء، فلم يمكن ذلك مع بقاء التنوين، فأبدلوا
منه ألفاً في الوقف ليغايروا بين الحالين، وليقفوا على ساكن، وإنّما
اختيرت الألف دون غيرها للتعويض من التنوين؛ لأن آخر الكلمة فتحة.
والفتحة من الألف.
فلو أتوا بغيرها لأتوا بما لا يجانسها، فأرادوا أن
يكون العوض من وجه واحد، وأمّا ما سقط تنوينه من المنصوب للإضافة
فإنّك تقف عليه بغير عوض كما تقف على غير المنون؛ لأنّ التنوين قد
سقط للإضافة، والإضافة في حال الوقف منوية نحو (مُسْتَقْبِلَ أوْدِيَتِهِمْ)
و (نَكَالَ الآخِرَةِ) و (دَارَ الْفَاسِقَيْنَ)
فمتى اضطر القارئ إلى الوقف على شيء من ذلك وقف: نَكَالْ، ومُسْتَقْبِلْ، وَدَارْ ونحو ذلك.
ولا يوقف على ما في آخره هاء التأنيث من المنون المنصوب بتعويض.
بل يقف عليه بهاءٍ ساكنة نحو قوله عزّ وجلّ: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحَمَةً)
و (إمَاماً وَرَحَمَةً) و (حَنَانَا مِنْ لدُنَا وَزَكَاةً) ؛ لأنَّهم