ها هنا على حرف، فأرادوا الفرق بين ما دخل من همزات الوصل على
الأفعال، والأسماء، وبين ما دخل على الحرف، وأيضاً فإن اللام
المصاحبة لها قد يكون ما بعدها مضموماً كالجُنُب، ومكسوراً نحو:
البِرّ، فلو ضمت الهمزة فقيل: اُلجُنُب لكان ذلكَ مستثقلًا لتوالي
الضمّات، واللام لسكونها ليست بالحاجز القوي، وكذلك لو كسرت
فقيل: اِلبِرّ.
أما قوله عزّ وجلّ: (آلذكَرَيْنِ) (آللهُ أذِنَ لَكُمْ) (آلآنَ وقَدْ عَصَيْتَ)
(آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجلُونَ)
فإنّها همزة الاستفهام داخلة على همزة الوصل التي مع اللام، وكان من حقها أن تسقط لما دخلت عليها همزة الاستفهام، لأنّها إِنَّما ثبتت في الابتداء دون
الوصل، لكن لو حذفت لالتبس الاستفهام بالخبر؛ لأنها مفتوحة، وهمزة
الاستفهام مفتوحة.
وتحذف همزة الوصل مع همزة الاستفهام في غير ذلك نحو: (أتخَذْتُمْ)
(أسْتَغْفَرتَ لَهُمْ) لعدم الإلباس؛ لأن همزة الوصل في هذا لا تكون مفتوحة، فتلتبس بهمزة الاستفهام، وإنما قيل لهذه الهمزات همزات الوصل؛ لأنّها تسقط في الدرج، فيتصل ما بعدها بما قبلها، وقيل: سميت بذلك؛ لأنها وصل بها اللسان إلى النطق بالساكن.