يقف عليه قوم، ويحتجون بأن ما بعده مبتدأ وخبر، وإنما ذلك
المبتدأ والخبر في موضع الصفة، والتقدير: لم تعظون قوماً مهلكين أو
معذَّبين عذاباً شديداً.
ومن ذلك قوله عز وجل: (ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً)
يزعم قوم أنه تام، ويبتدئون (مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ)
قالوا: والتقدير إذا أنتم تخرجون من الأرض، فإن كانوا يجعلون:
(إذا أنتم تخرجون) جواب إذا، كما يكون جواب إنْ في نحو قوله عز
وجل: (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) .
فلا يجوز الوقف على دعوة، وإن كانوا لا يجعلونه الجواب.
فأين جواب إذا؟ وهذا وقف حكي عن يعقوب ونافع.
وقال السجستانى: الوقف على "من الأرض"، وذلك أيضاً غلط
كالأول؛ لأنه وقف قبل الجواب وقوله: (من الأرض) كما تقول: دعوت
فلاناً من المسجد أي دعاكم، وأنتم في بطن الأرض.
ومن ذلك قوله عز وجل: (وَكَانَ حَقَاً عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِيْنَ)
يقف كثير من القراء على قوله عز وجل (حقاً)
ويبتدئون: (علينا نصر المؤمنين) ، فكأنهم بهذا يجمعون بين تحقيق
العذاب، والانتقام من الذين أجرموا، وبين تحقيق نصر المؤمنين.