ومن هذا الضرب ما أدري: أزيد في الدار أم عمرو؟.
والتسوية لفظها لفظ الاستفهام، وهو خبر، كما جاء الاختصاص
بلفظ النداء، وليس بنداء.
ومعنى التسوية أنك تخبر باستواء الأمرين عندك، كأنك قلت: سواء عليَّ أيهما قام، واستوى عندي عدم العلم بأيهما في الدار، قال الله عز وجل: (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) ، و (سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا) .
و (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) المنافقون.
وهي في قسمي المعادلة عاطفة.
وتكون أم منقطعة بمعنى بل، وإنما سميت منقطعة لانقطاع ما
بعدها مما قبلها؛ لأنه قائم بنفسه، سواء كان ما قبلها استفهاماً أم خبراً.
وليست في هذا الوجه بمعنى الوجه الأول، لأنها في الوجه الأول بمعنى
أيَ، وهي في هذا الوجه بمعى بل، قال الأخطل:
كذبتْك عينُك أم رَأيتَ بواسطٍ. . . غلسَ الطلامِ من الرَّبابِ خَيَالا
قال أبو عبيدة: لم يستفهم إنما أوجب أنَه رأى، فإذا كانت منقطعة
جاز الوقف قبلها، والابتداء بها.
فقوله عز وجل: