أي: اقرأ (الم) و (الر) ، و (المر) وعلى تقدير أن

الفاتحة مبتدأ، وما بعدها الخبر لا يوقف عليها.

وفي ذلك قوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) ، هو وقف كافٍ على أن (تُلْقُونَ)

مستأنف، وهو وقف حسن على أن (تُلْقُونَ) في موضع نصب على

الحال، وإلى الأول ذهب جماعة منهم محمد بن عيسى ونصير.

وقد يكون الوقف لبيان المعنى كقوله عز وجل: (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ) فهذا وقف حسن إلَّا أنه يبتدأ بما بعده لبيان المعنى لثلا يتوهم أن (إِيَّاكُمْ) بمعنى التحذير.

ومن هذا ما هو واجب كقوله عز وجل (وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ)

لا يجوز وصله لئلا يتوهم فيه أنهم قالوا: (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)

وأن ذلك مما يحزنه، ومثله (فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) لأن القارئ يجوز له أن يتجاوز الوقف إلى الوقف الذي بعده إن قوي نفسه على ذلك إلَّا في مثل هذا لما ذكرته.

على أن الاختيار عند القراء الوقف على ما هو وقف لما في

ذلك من معرفة انفصال الكلام بعضه من بعض ومن تبيين المعنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015