عز وجل: (مَالِكِ يَوْمِ الديْنِ) وقوله (وَلَا الضاليْنَ)

وقوله: (أولَئِكَ عَلَى هُدَىً مِن ربهم وأولئك هم المفلحون)

وشبه ذلك بما لا تعلق لما بعده به لفظاً، ولا معنى.

وأما الكافي، ويسمى الصالح، والمفهوم، والجائز فهو الذي

يحسن الوقف عليه لإفادة الكلام، ويحسن الابتداء بما بعده، وإن كان

متعلقاً بالأول بوجه من المعنى كقوله عز وجل: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) .

فهذا كلام كافٍ مفهوم.

والذي بعده أيضاً كلام مستقل مستغن عما قبله في اللفظ، وإن اتصل به

في المعنى، وهو قوله عز وجل: (وبِالآخِرَةِ هُمْ يُوْقِنُونَ) .

وأما الحسن فهو الذي يحسن الوقف عليه؛ لأنه كلام مفيد حسن.

ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به لفظاً ومعنى كقوله عز وجل:

(الحَمْدُ لِلَّهِ) فهذا كلام حسن مفيد، وقوله بعد ذلك (رَبِّ العَالَمِينَ)

غير مستغن عن الأول إلَّا أن الحسن إذا كان رأس آية

نحو: (رَبِّ العَالَمِينَ) فإنهم أجازوا الابتداء بما بعده، وإن تعلق بما

قبله في اللفظ والمعنى لحديث أم سلمة: ثم يقول (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

ثم يقف ثم يقول - (مَالِكِ يَوْمِ الدينِ) .

وحكى اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان يسكت على رؤوس الآي

ويقول: إنه أحب إليَّ.

وقد يحتمل الموضع الواحد أن يكون تاماً، وأن يكون كافياً، وأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015