السمسار: قال لي أحمد بن نصر: وجدت جماعة قرؤوا على شيخنا.
يعني ابن مجاهد، وعلى غيره من القراء، لا يفرقون بين: (ألَنَّا)
و (أسَلْنَا) .
قلت: أراد أنهم لا يبينون سكون اللام في (أسلنا) فإذا لم يفعلوا
ذلك صارت على لفظ (ألَنَّا) ، مدغمة.
قال أبو عمرو: والفرق بينهما أن لام الفعل في (ألنَّا) نون، وفي
(أسلنا) لام، فلما اتصلا بالضمير أدغمت النون في النون في (ألنا) .
ولم تدغم اللام في النون في (أسلنا) لاختلافهما، وكون سكون اللام
عارضاً، فتشديد النون في (ألنَّا) وتخفيفها في (أسلنا) هو المفرق
بينهما.
قلت: فإن لقيها لام نحو: (أنزل لكم) ، و (جعل لها)
ميزتَها من التي بعدها بتمكين حركتها، لا سيما إذا اتصلت باللام
المغلظة من اسم الله عز وجل نحو: (قال الله) ، و (أحل الله البيع) .
فإن لم يلقها شيء من ذلك تحفظت فيها، فأتيت بها رقيقة
خفيفة متحركة كانت، أو ساكنة نحو: (جعل على) ، و (قلتم)
(وليجدوا فيكم غلظة) من غير مبالغة في الترقيق، وإفحاش.