وسورة القتال مدنية، وقد سبق القول فيها، وقيل: هي مدنية إلا قوله
عز وجل: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)
قيل: إن النبيَ - صلى الله عليه وسلم - لما توجه
مهاجراً إلى المدينة وقف، ونظر إلى مكة، وبكى، فنزلت هذه الآية.
وقال ابن عباس، وقتادة: قوله عز وجل في سورة ق: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)
نزلت هذه الآية بالمدينة، وباقي السورةً بمكة.
وقال: في سورة: والنجم: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ)
الآية نزلت بالمدينة، وباقيها مكى.
واختلف في تنزيل سورة الرحمن عز وجل، فقالت عائشة، رضي
الله عنها، والحسن، وعكرمة، وعطاء بن يسار، ومجاهد، وسفيان بن
عيينة، ومقاتل: هي مكية، وقال ابن عباس، وقتادة: هي مكية إلا آية
واحدة (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) فإنها نزلت