قلت: هذا هو الصحيح، ولا وجه لاختيار شيء من ذلك.
وتفضيله على الآخر.
قال أبو عمرو: وأما ما حكاه من أنه لو نظر في مثل
هذا إلى الأصل للزم من رد الياء إلى الياء أن يرد الواو إلى الواو وهم
إنما يرجعون الواو إلى الألف فإنه لا يلزم أيضاً، وذلك أنَ من أمال ما
كان من ذوات الياء لم يرد الياء إلى الياء، وإنما يقرب الحرف الممال
من الياء بالإمالة، وليس المقرب من الشيء هو إياه، ولا مردود إلى
جملته.
قلت: أبو عبيد، رحمه الله، لا يجهل ذلك، ولا من هو دونه.
فضلاً عنه، وإنما أراد: للزم من رد ذوات الياء إلى الياء أن يرد ذوات
الواو إلى الواو.
قال أبو عمرو: وقد نحت العرب بالألف نحو الواو التي هي أصلها
لشدة تفخيمهم إياها في نحو: (الصلاة والزكاة) .
ألا ترى أنك إذا جمعت قلت: صلوات، وزكوات، فظهرت الواو التي هي الأصل.
قال الفراء: ويقال: إنها كانت لغة الفصحاء من أهل اليمن
يشيرون إلى الرفع في الصلاة والزكاة، قال: وترى أنها كتبت بالواو لهذه
اللغة.
قال أبو عمرو: فقد قرب هؤلاء الألف من الياء التي هي أصلها
بأن أمالوها، وكتبوها بالياء من أجل ذلك، وإن كان لا إمام لتلك اللغة
من أئمة القراء فقد صحت عن العرب، وثت عن الفصحاء.
واستعملت في الكتابة.
وحكاية أبي عبيد إنما هي عنهم.
قلت: ليس هذا وجه الجواب لأبي عبيد إنما الجواب أن يقال: إنما لم يرد ذوات الواو إلى الواو من رد ذوات الياء إلى الياء أنَه لم ينقله، ولم يقرأ به أحد