وقال النحاة: رسموها كذلك على لغة أهل الحجاز لشدة تفخيمهم.
فتوهموا لشدة الفخامة أنها واو، فرسموها على ذلك.
فهذا كله يدل على أن الأصل الفتح، وإنما عدل عنه من اختار الإمالة من القراء، والعرب رغبة في أن يتناسب الصوت بمكانها، ولا يختلف، فيخف على اللسان، ويسهل في النطق.
قلت: أما القراء فما قرأ أحد منهم بالإمالة لما ذكره، وإنما قرأ بها
من قرأ لما رواه، ونقله؛ ألا ترى أنهم يميلون الشيء في موضع.
ويفتحونه بعينه في موضع آخر.
قال أبو عمرو: فلذلك نحا بالفتحة نحو الكسرة، فمالت الألف التي بعدها نحو الياء، ولا بد في الألف الممالة من هذا، وذلك أنها صوت لا معتمد لها في الفم، فلا تكون أبداً إلا تابعة للحركة التي قبلها تدبرها، فلذلك إذا أريد تقريبها من الياء بالإمالة تخفيفاً، وتسهيلاً لزم أن تقرب الفتحة التي قبلها من الكسرة، إذ الكسرة من الياء فتقوى بذلك على إمالة الألف بعدها.
قال: والفتح على ضربين، فتح شديد، وفتح متوسط.
فالفتح الشديد: هو نهاية فتح القارئ لفيه بلفظ الحرف الذي
يأتي بعده ألف، ويسمى أيضاً التفخيم، والقراء يعدلون عنه، ولا
يستعملونه، وأكثر ما يوجد في ألفاظ أهل خراسان، ومن قرب منهم؛
لأن طباعهم في العجمة جرت عليه، واستعملوه كذلك في اللغة
العربية، وهو في القراءة مكروه معيب.
قلت: قوله هو نهاية فتح القارئ لفيه بلفظ الحرف الذي يأتي بعده ألف لو أبدل لفظه القارئ بالمتكلم