وكان أبو حمدون يقصد المواضع التي ليس فيها أحد يقرئ
الناس، فيقرئهم حتى إذا حفظوا انتقل إلى آخرين بهذا النعت.
ذكر ذلك ابن المنادي أبو الحسن.
وأما قول من قال: إن الإدغام شيء انفرد به أبو عمرو، وإنه غير مأثور، فليس كذلك.
فقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في كلام له:
"ليس لهذا بُعِتُّ " با لإدغام.
قال أبو عمرو الداني: هكذا رواه أئمتنا.
قال أبو عمرو: وروى سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قرأ: (لَتخَذْتَ عَلَيْهِ أجْراً) مدغماً ساقطة الذال مكسورة الخاء.
وسمع ابن عباس يقرأ (كَمْ لَبِثْتَ قَاْلَ لَبثْتُ) و (هَلْ ترَى) بالإدغام.
وروي الإدغام عن أبي الدرداء، والحسن، وعبد الله بن
كثير، والأعمش، وابن محيصن، وطلحة بن مصرف، وعيسى بن عمر.
ومسلمة بن محارب، روى عيسى عن الحسن (فطبع على)
بالإدغام، وروى عنه سليمان بن أرقم (شهر رمضان) .