فكان لا يمد في الصلاة ذلك المد الشديد، ولا يهمز الهمز الشديد.
وقال سليم: قال حمزة: ترك الهمز في المحاريب من الأستاذية.
وقال له رجل: يا أبا عمارة: رأيت رجلاً من أصحابك في الزياتين همز حتى
انقطع زره، فقال: لم آمرهم بهذا كله ووقف عليه الثوري، رحمه
الله، فقال يا أبا عمارة: ما هذا الهمز، والمد، والقطع الشديد؟
فقال: يا أبا عبد الله هذه رياضة للمتعلم، قال: صدقت.
وقال خلف: سألت سليماً عن التحقيق، فقال لنا: حمزة يقول:
إنا جعلنا هذا التحقيق ليستمر عليه المتعلم، وإنما اتخذه الناس إماماً
في القراءة لعلمهم بصحة قراءته وأنها مأخوذة عن أئمة القرآن الذين
تحققوا بإقرائه، وكانوا أئمة يقتدى بهم من التابعين، وتابعي التابعين.
فمن شيوخ حمزة رحمه الله الأعمش، وحمران بن أعين.
ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
فقراءة حمزة ترجع إلى عثمان، وابن مسعود، وعلي بن أبى طالب، رضي الله عنهم؛ لأن الأعمش قرأ على يحيَى بن وثاب الأسدي مولى الكاهليين، وقرأ يحيَى بن وثاب على أبي عبد الرحمن السُلَمي، وقرأ أبو عبد الرحمن على عثمان وعلى علي، رضي الله عنهما، وقرأ أبو عبد الرحمن أيضاً على أبى بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وقرؤوا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقرأ يحيى بن وثاب أيضاً على أبي مسلم عبيدة بن عمروبن قيس السلماني قاضي البصرة، وعلى أبي شبل علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي، وعلى أبي عبد الرحمن الأسود بن يزيد، وعلى أبي عائشة مسروق بن الأجدع بن مالك الوادعي، وأخبروه أنهم قرؤوا على عبد الله بن
مسعود.