وقال أسود بن سالم، سألت الكسائي عن الهمز، والإدغام في
القرآن ألكم فيه إمام؟
فقال: نعم يا أبا محمد، هذا حمزة الزيات يهمز، ويكسر، وهو إمام من أئمة المسلمين، وسيد القراء، والزهاد، ولو رأيته لقرَّت عينك به من نُسْكِه.
قال سُليم: قال لي حمزة: كنا عند الأعمش، فقال لعيسى بن
عمر: كيف تسكت على (الظنون) و (الرسول) و (السبيل)) ؟
فقال: (الظنونا) و (الرسولا) و (السبيلا) ، فقال يا حمزة: كيف تقرأ أنت؟
قلت: (الظنون) و (الرسول) و (السبيل) ، فقال: يا حمزة إذا قمت من
عندي فأحسن تعليم هذا.
قال حمزة: فغضب عليَّ عيسى بن عمر، فلم يكلمني حتى مات.
وقال إبراهيم الأزرق: كنا عند سفيان أنا وحمزة، فقال سفيان:
حدثنا أبو يزيد الأسدي، عن سعيد بن جبير أنه قرأ (سَلَفاً) ا
الناس يقرؤون (سُلَفاً) ، فقال سفيان: يا أبا عمارة: من الناس؟
فقال حمزة: أنا، فقال: صدقت.
وقال يحيَى بن معين: حمزة الزيات أبو عمارة ثقة، وكذلك قال
فيه أحمد بن حنبل، رحمه الله.
وقال رجل لسليم، رحمه الله: جئتك لأقرأ عليك التحقيق، فقال
سُليم: يا ابن أخي شهدت حمزة، وأتاه رجل في مثل هذا، فبكى.
وقال: يا ابن أخي: إن التحقيق صون القرآن، فإن صنته فقد حققته.
وهذا هو التشديق.