وقال له رجل: كيف تقرأ (رسل اللَّه، الله) ؟ فقال: الأولى
شهمة، والثانية ضئيلة، يعني اللام الأولى والثانية من اسم الله عز وجل.
أي الأولى مفخمة، والثانية مرققة.
قال صالح بن أحمد بن حنبل سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟
فقال: قراءة نافع، قلت: فإن لم توجد قال: قراءة عاصم.
وكان عاصم لا يرى أن يعلم القرآن لمن لا يفهمه من العجم، والجهَّال، وقال: كانوا يكرهون أن يعلموا القرآن الرجل الأعجمي ومن لا يعقل.
قال أبو بكر بن عيَّاش: قال عاصم: قرأ رجل أعجمي:
(فَتُوْبُوا إلَى بَارِئِكُمْ فَاْقْتُلُوْا أنْفُسَكُمْ) فأدركوه، ومعه حديدة يريد
أن يقتل نفسه، وهو معظم في أهل الحديث، روى عن ثلاثة، من
أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنس بن مالك، والحرث البكري، وأبي رمثة العبدي، وهو رفاعة بن يثربي، وقيل هو حبيب بن حيَّان العبدي.
وقال ابن معين: هو يثربي بن عوف فهو من التابعين.
وروى عنه من أجلّاء التابعين ممن روى عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جماعة: منهم: عطاء بن أبي رباح، وقد روى عطاء عن ثلاثة عشر رجلاً من الصحابة.
وروى عن عاصم أيضاً عرفجة بن عبد الواحد وهو من التابعين أيضاً.
ومن تعظيم التابعين له أنّه كان إذا قدم من سفر قبّل أبو وائل يده.
قال عاصم: كنت إذا قدمت من سفر استقبلني أبو وائل، فقبّل يدي، وفي
أخرى ظهر كفّي.