الأخرم، وهو محمد بن النضْر بن مُر بن الحُر بن حسان أخذ القراءة عن
الأخفش، وتقدم فيها، وقرأ عليه، ببغداد، جماعة منهم أبو طاهر بن
أبي هاشم، وكان قد رحل إلى بغداد ليقرأ على أبي بكر بن
مجاهد.
قال: قدمت بغداد في سنة عشرين وثلاثمائة في وفد
الدمشقيين، فأتيت مسجد أبي بكر بن مجاهد.
فحزرت أن فيه ثلانمائة متصدر، ولم أجد موضعاً، فجلست في أقصى المسجد، فسمعت رجلًا يقرأ على واحد منهم بقراءة ابن عامر، ويغلط فيها، فرددت عليه، فانتهروني، وصاحوا على، فخرجت فإذا بخياط على باب المسجد، فجلست إليه، والتمست منه خياطة خَرْق كان في ذراعي، فقال لي: من أين أنت؟ فقلت: من الشام جئت إلى أبي بكر بن مجاهد، فلم أصل
إليه، فقال لي بعد ما خاط الخرق: إن للشيخ أبي بكر امرأة شامية
فاسألها، لعلك أن تصل بها إلى حاجتك، فمضيت إلى باب داره.
فخرجت إليَّ جارية، وقالت: من أين أنت؟
قلت من الشام، قالت من أي الشام؟
قلت من دمشق، قالت: من أي موضع منها؟
فذكرته، وكانت قائمة وراء الباب تسمع، فلما ذكرت المكان قالت:
كيف مولاي أبو الحسن بن الأخرم، وأخوه؟
فقلت: أنا أبو الحسن بن الأخْرم،