القرآن أنزل على سبعة أحرف من سبعة أبواب، فاختار هؤلاء القراء
السبعة أئمة الأمصار، فكان أبو بكر، رحمه الله، أول من اقتصر على
هؤلاء السبعة، وصنف كتابه في قراءاتهم، واتبعه الناس على ذلك.
ولم يسبقه أحد إلى تصنيف قراءة هؤلاء السبعة.
وقد تكلم محمد بن جرير الطبري في قراءة ابن عامر، رحمه الله.
فقال: وقد زعم بعضهم أن عبد الله بن عامر أخذ قراءته عن المغيرة بن
أبي شهاب المخزومي، وعليه قرأ القرآن، وأن المغيرة قرأ على عثمان
ابن عفان، قال (وهذا غير معروف عن عثمان، وذلك أنَا لا نعلم أحداً
ادعى أن عثمان أقرأه القرآن، بل لا يحفظ عنه من حروف القرآن إلا
أحرفاً يسيرة، ولو كان سبيله في الانتصاب لأخذ القرآن على من قرأ عليه
السبيل التي وصفها الراوي عن المغيرة بن أبي شهاب ما ذكرنا كان لا
شك قد شارك المغيرة في القراءة عليه، والحكاية عنه غيره من
المسلمين، إما من أدانيه، وأهل الخصوص به، وإمّا من الأباعد
والأقاصي، فقد كان له من أقاربه، وأدانيه من هو أمسّ رَحِماً، وأوجب
حقاً من المغيرة كأولاده، وبني أعمامه، ومواليه، وعشيرته، ومن الأباعد
من لا يحصى عدده كثرة، وفي عدم مدعي ذلك عن عثمان الدليل
الواضح على بطول قول من أضاف قراءة عبد الله بن عامر إلى المغيرة
ابن أبي شهاب، ثم إلى أن أخذها المغيرة بن أبي شهاب عن عثمان قراءة
عليه، قال: وبعد:
فإن الذي حكى ذلك، وقاله رجل مجهول من أهل الشام لا يعرف