ليس فيها نسخ.
وقال قوم: فيها آيتان: الأولى: قوله عز وجل: (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ)
قال أبو القاسم هبة الله بن سلامة: وليس في كتاب الله عَز وجل منسوخ طال حكمه كهذه الآية، عمل بها بمكة عشر سنين، وعيَّره به المشركون.
ثم هاجروا إلى المدينة فبقوا ست سنين يعيرهم المنافقون.
فلما كان عام الحديبية خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه، ووجهه يتهلل، فقال: لقد نزلت على اليوم
آية، أو قال: - آيات، هي أحب إليَّ من حمر النعم، أو قال: مما طلعت
عليه الشمس.
فقال له أصحابه وما ذلك يا رسول الله؟
فقرأ عليهم: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ) - إلى قوله عزَّ وجلَّ - (وكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) .
فقال له أصحابه: ليهنك ما أنزل الله فيك، فقد أعلمك ما يفعل بك.
فماذا يفعل بنا؟ فنزلت: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) .
وقوله عز وجل: (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) .