النافرة بما تراه من نصرة وتُخْبِر إذا رجعت بما رأته من ذلك قومها
المشركين، وتحذرهم أخذ الله تعالى وبأسه.
وروي أنها نزلت في أعراب قدموا المدينة، فاغلوا الأسعار، وملؤوا
الطرق بالأقذار.
الثاني والعشرون قوله عز وجل: (وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) .
قالوا: نسخ بآية السيف، وهذا كقوله عز وجل: (فإنما عليك البلاغ)
قد تقدم القول فيه.
الثالث والعشرون قوله عزّ وجل: (فَأعْرِضْ عَنْهُمْ)
قالوا: هو منسوخ بآية السيف، وإنما هو كالذي قبله ليس بمنسوخ، وإنما نزل في المنافقين.
فإن قلت: أفلا يكون منسوخاً بقوله عز وجل: (جَاهِدِ الْكفارَ
وَالْمُنَافِقِينَ وَاغلُظْ عَلَيْهِمْ) ؟
قلت: قال ابن عباس: أمر بجهاد المنافقين باللسان، والكفار بالسيف.
وقال الضحاك: جاهد الكفار بالسيف، واغلظ على المنافقين بالكلام.
وقال الحسن وقتادة: واغلظ على المنافقين بإقامة الحدود عليهم.
وقيل: بإقامة الحجة عليهم.
فإن قلت: فكيف يكون قوله عز وجل في النساء: (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ)
منسوخاً بهذه الآية؟
قلت: آية النساء في قوم منهم بأعيانهم.
وقد قيل في معنى قوله: (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) : لا تخبر بأسمائهم.