قال: وقد رأيت القرآن مكتوباً عليها، وذكر هذه الأجزاء جزءا جزءاً.

لم أرَ أني أطول الكتاب بذكره، لأن جزء المائة والعشرين يغني عنه؛ لأن

جزء المائة والعشرين جعل لقراء المساجد، وهذا قريب منه، وكذلك ورد

ثمانية وعشرين يغني عنه ورد سبعة وعشرين؛ لأنه قريب منه.

وقد قسّم القرآن الكريم على ثلثمائة وستين جزءاً لمن يريد حفظ

القرآن، فإذا حفظ كل يوم جزءاً حفظ القرآن في سنة.

وهذه الأجزاء هي أسداس الأحزاب، يعني أحزاب الستين.

ويقال إن المنصور قال لعمرو بن عبيد: إني أريد أن أحفظ القرآن، ففي كم تقول: إني أحفظه؟ فقال: إذا يسَّره الله عز وجل ففي سنة، فقال:

إني أحب أن أجزئ ذلك على نفسي أجزاء لا تزيد ولا تنقص أحفظ منها كل يوم جزءاً، لا أخل به يومًا واحداً، فقال عمرو: أتحبّ أن أصنع ذلك؟

قال: نعم.

فقسَّم القرآن على ذلك، وكتبها مصاحف، وجعل كل اثني عشر من تلك

الأجزاء جزءاً واحداً، فصارت ثلاثين جزءاً، وفصل بين الأجزاء بخط من

ذهب في آخر كل جزء.

قال أبو العيناء: وبلغني أن المنصور حفظ بهذه الأجزاء القرآن.

وعلَّم ابنه المهدي بها القرآن.

قال أبو العيناء: وبها حفظت القرآن، وعلمت بها جماعة من

أهلي، فحفظوا بها القرآن، وهي مباركة.

الجزء الأول منها (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)

رأس خمس عشرة آية من البقرة.

الثاني سبع وعشرون منها (أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)

الثالث أربعون منها (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) .

الرابع ست وخمسون منها (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015