وكان شيخنا أبو القاسم، رحمه الله، يأخذ بذلك على من يجمع
القراءات، فيقرأ عليه الجزء من الستين في أربعة أيام، والناس إلى اليوم
يجتمعون بجامع مصر بعد تسليم الإمام من صلاة الصبح حول المصحف
الكبير، ولذلك المصحف قارئ مجيد يجلس على دكةٍ، والمصحف بين
يديه، وعنده شمعتان عن يمينه وشماله، ورجلان قائمان بين يديه، يفتح
أحدهما المصحف، ويصفح للقارئ أوراقه، ويقرأ هذا الجزء على الناس
بصوت رفيع، ويدعو عَقِيب ذلك، ويتفرق الناس.
يفعل هذا في كل يوم على الدوام، ولهذا القارئ على هذه القراءة
في كل شهر خمسة دنانير مصرية.
وأنا أذكر من كل جزء من أجزاء الستين الربع الأول والربع الثالث لأن الربعين الآخرين قد ذكرتهما
أما الربع الثاني فإنه نصف الحزب وقد ذكرته، وأما الربع الرابع فهو رأس
الحزب وقد ذكرته.
الحزب الأول من أجزاء الستين ربعه الأول (أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) .
وربعه الثالث (رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) .
الحزب الثاني: ربعه الأول (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)
والربع الثالث منه (وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123) .
الحزب الثالث: الربع الأول (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) .