وقال محمد بن جحَادة: كانوا يستحبون إذا ختموا من أول الليل أن
يختموا في الركعتين بعد المغرب، فإذا ختموا من النهار أن يختموا في
الركعتين قبل صلاة الفجر.
* * *
يقال: أجزاء القرآن، والأحزاب، والأوراد بمعنى واحد.
وأظن الأحزاب مأخوذاً من قولهم: حِزْب فلان أي جماعته؛ لأن الحزب طائفة من القرآن، والورد أظنه من الوِرْد الذي هو ضد الصَّدَر؛ ولأن القرآن يروي ظمأ القلوب.
قال أبو عبيد: حدثنا مروان بن معاوية، عن عبد الله بن عبد الرحمن
الطائفي، قال: حدثني عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جده أنه
كان في الوفد الذين قَدِموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بني مالك، فأنزلهم في قبة له في المسجد قال: فكان يأتينا، فيحدثنا بعد العشاء، وهو قائم، حتى يراوح بين قدميه من طول القيام، وكان أكثر ما يحدثنا شكايته قريشًا، وما كان يلقى منهم، ثم قال: كنا مستضعفين، فلما قدِمنا المدينة انتصفنا من القوم، وكانت سجال الحرب بيننا، علينا ولنا.
قال: فاحتبس عنا ليلة،