بمصيبة، ولا يبغي على أحد، ولا يحسده، ولا يسيء الظن بأحد إلا بمن
يستحق فحينئذٍ يظن بعلم، ويتكلم بما في الإنسان من عيب بعلم.
ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلم، قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى
كل خلق حسن جميل، حافظ لجميع جوارحه عما نُهِيَ عنه، إن مشى
مشى بعلم، وإن قعد قعد بعلم، يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده، ولا
يجهل، وإن جهل عليه حلم، لا يظلم، وإن ظلم عفا، لا يبغي وإن بُغِيَ
عليه صبر، يكظم غيظه ليرضي ربَّه، ويغيظ عدوه، متواضع في نفسه، إذا
قيل له الحق قَبِلَهُ من صغير أو كبير، يطلب الرفعة من الله عز وجل لا من
المخلوقين، ماقت للكبر، خائف على نفسه ودينه، لا يتأكل بالقرآن، ولا
يحب أن تقضى له به الحوائج، ولا يسعى به إلى أبواب الملوك، ولا
يجالس به الأغنياء ليكرموه، إن كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه كسب
هو القليل بفقه وعلم إن لبس الناس اللين للتفاخر، لبس هو من الحلال ما
يستر عورته، إن وسع عليه وسَّع على نفسه، وإن أمسك عليه أمسك يقنع
بالقليل فيكفيه، ويحذر على نفسه من الدنيا ما يُطغيه، يتبع واجبات القرآن
والسنة، يأكل بعلم، ويشرب بعلم، ويلبس بعلم، وينام بعلم، ويجامع
أهله بعلم، ويصحب الإخوان بعلم، ويزورهم بعلم، ويستأذن عليهم
بعلم، ويسلم عليهم بعلم، ويجاور جاره بعلم، ويلزم نفسه بر والديه.
فيخفض لهما جناحه، ويخفض لصوتهما صوته، ويبذل لهما ماله.
وينظر إليهما بعين الوقار والرحمة، ويدعو لهما بالبقاء ويرفق بهما عند
الكبر، لا يضجر بهما، ولا يحقرهما إن استعانا به على طاعة أعانهما، وإن
استعانا على معصية لم يعنهما عليها، ورفق بهما في مغصيته إياهما يحسن
الأدب ليرجعا عن قبيح ما أرادا فيما لا يحسن بهما فعله، يصل الرحم،