سمعت أبا حازم يقول: مر ابن عمر برجل من أهل العراق ساقط.
والناس حوله، فقال ما هذا؟ فقالوا: إذا قُرئ عليه الفرآن وسمع
بذكر الله تعالى خرَّ من خشية الله عز وجل.
فقال ابن عمر: والله إنا لنخشى الله تعالى وما نسقط.
قال: حدثنا كثير بن هشام، عن جعفر بن بَرْقان، عن عبد الكريم
الجَزَري، عن عكرمة، قال: سئلت أسماء هل كان أحد من السلف
يُغْشى عليه من الخوف؟ فقالت: لا، ولكنهم كانوا يبكون.
قال: وحدثنا محمد بن كثير، عن مخلد بن حسين، عن هشام بن
حسان، قال: قيل لعائشة رضي الله عنها: إن قوماً إذا سمعوا القرآن
صَعِقُوا فقالت: إن القرآن أكرم من أن تُنْزَف عنه عقول الرجال، ولكنه
كما قال الله عز وجل: (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) ".
وسئل أنس بن مالك - رحمه الله - عن القوم يقْرأ عليهم القرآن فيصعَقُون، فقال: ذلك فعل الخوارج.