وقال أبو عبيد: قال عباد: سألت أبا حنيفة عن ذلك فقال: لا باس
أن تعلمه القرآن صغيراً أو كبيراً.
وقد روى نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو ".
ففي هذا الحديث ما يمنع ما ذهب إليه الحسن وغيره؛ لأن ذلك
يؤدي إلى أن يمسه كافر، وإذا كان المسلم لا يمس القرآن، وهو مُحْدِث.
فكيف يجوز أن يعلمه المشرك فيكتبه؟
وإذا كان المسلم الجنب لا يقرؤه فكيف يجوز أن يقرأه الكافر؟.
قال أبو عبيد: وحدَثنا عبد الله بن صالح، عن الهقل بن زياد، عن
معاوية بن يحيَى الصدفي قال: حدثني الزُّهري قال: حدثني عامر بين
واثلة أن نافع بن عبد الحارث الخزاعي تَلَقى عمر بن الخطاب رضي الله
عنه بعُسْفان، وكان عمر استعمله على أهل مكة، فسلم على عمر.
فقال له: من استخلفت على أهل الوادي؟
فقال نافع: استخلفت عليهم يا أمير المؤمنين ابنَ ابزَى، فقال عمر: وما ابن أبْزَى؟ قال نافع: هو من موالينا يا أمير المؤمنين.
فقال عمر: استخلفت عليهم مولى؟
فقال يا أمير