Q ما حكم القُبْلة في نهار رمضان، علماً أن الإنسان يقدر أن يضبط نفسه؟
صلى الله عليه وسلم نعم، قُبْلة الرجل لزوجته وهو صائم لا بأس بها، هي جائزة.
وإن من العجائب أن بعض الإخوة الذين عندهم قراءة للعلم، وليس عندهم فقه للعلم، نعم، قالوا: إن قُبْلة الصائم سنَّة، يُسَنُّ أن يقَبِّل الإنسان امرأته وهو صائم، جعلوها من المستحبات، لماذا؟! قالوا: لأن عمر بن أبي سلمة سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الصائم يقَبِّل، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (سَلْ هذه؟ -يعني: أم سلمة - فأخبرت أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقَبِّل وهو صائم، فقال: يا رسول الله! أنت لستَ مثلنا، غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر، قال: إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأتقاكم له) هذا الحديث أخذ بعضُ الإخوة منه: أنه يُسن للصائم أن يقَبِّل زوجته اقتداءً بالرسول عليه الصلاة والسلام؛ ولكنهم أبعدوا النجعة؛ إنما أشار الرسول عليه الصلاة والسلام إلى أن يسأل أم سلمة ليبين أن هذا جائز، ولهذا قال: (إني أخشاكم لله، وأتقاكم له) يعني: لن أفعل المحرم، ولم يقل: إني أسْبَقُكُُم إلى الخير، حتى يحث الناس عليه، وهذه من آفة القراءة بلا فقه.
ولهذا ذُكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يَرْثِي لهذه الحال، يقول: [كيف بكم إذا كثر قُرَّاؤكم، وقلَّ فقهاؤكم؟!] يعني: يكثر العلم؛ لكن ما هناك فقه! ما هناك فقه! لهذا أقول: إن القُبْلة للصائم جائزة ولا بأس بها، وليس فيها حرج، إلا إذا كان الإنسان قوي الشهوة سريع الإنزال ويخشى أنه إذا قَبَّل يُنزل، فهذا يتجنبها.