Q إنَّا قد رأينا الشيخ الجليل يَسأل بعد أن انصرف من صلاة العشاء عمن سمع ثبوت دخول الشهر من الإذاعة أو غيرها، مع أن شهري رجب وشعبان قد تمَّ كل واحد منهما ثلاثين يوماً، أفلا يثبت دخول شهر رمضان بتمام عدة شعبان ثلاثين؟
صلى الله عليه وسلم صحيح؛ لكن هم يقولون: إنه لم يثبت دخول رجب ولا شعبان، وإذا كان كذلك، فاحتمال أن الشهور التي قبلها كانت تامة، فتتم ثلاثة أشهر، وحينئذ لابد أن نتأخر يوماً، لهذا سألنا، مع أن الذي كان يغلب على الظن أن لديهم شيئاً من الاقتناع بأن الليلة من رمضان على كل حال؛ لأنهم -كما سمعتُ- طلبوا من الناس أن يتحروا الهلال ليلة الجمعة، وإذا كان كذلك، فهذا يدل على أنهم مقتنعون بأن ليلة الجمعة الثلاثين من شعبان؛ لأن التحري لا يكون إلا في ليلة الثلاثين؛ أما قبل ليلة الثلاثين فلا داعي للتحري، هكذا قالوا؛ على كل حال الحمد لله أنه ثبت، وكان من نيتنا أننا نصلي صلاة القيام بناءًَ على أنهم طلبوا أن يتحرى الناس الهلال ليلة الجمعة.
كما أن الذي قال بالمذهب أيضاً يقيم التراويح هذه الليلة؛ لأنها غَيْمٌ أو قتر، وإذا كان غَيْماً أو قتراً، أو إذا كانت السماء غَيْماً أو فيها قتر، فإن الصوم واجب على المسلمين في المذهب وإن لم يُرَ الهلال، فتُصلى التراويح أيضاً؛ لكن هذا القول نرى أنه ضعيف، ولا نعمل به؛ إلا أننا بناءً على ما غلب على ظننا، من أن الجهات المسئولة مقتنعة، أو غالب على ظنها أنه سيكون الليلة من رمضان.