وكذا الأشعرية أيضاً منزهون مما يرمون به التعطيل والتحريف لكلام الله تعالى عن مواضعه. والكل على هدى يدينون دين الحق. والمخالفون شرذمة قليلة من الطرفين. أنتهى ملخصاً.

وقال الشيخ تاج الدين السبكي في كتابه ((معيد النعم)) : إن الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة في العقائد يد واحدة كلهم على رأى أهل السنة والجماعة، إلا رعاعاً من الحنفية والشافعية لحقوا بأهل الاعتزال، ورعاعاً من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم وبرأ الله تعالى المالكية فلم ير مالكي إلا أشعري، العقيدة. أنتهى باختصار.

ومن أراد أن يتبين له صحة مذهب الأشعري، وأنه مذهب أهل السنة والجماعة واتباعه للإمام أحمد، فليطالع كتاب ابي القاسم ابن عساكر المسمى (بتبيين كذب المفترى فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري) وستأتى تتمة هذه الأبحاث مفصلة في هذا الكتاب، إن شاء اله تعالى العليم الوهاب.

خاتمة

سيأتي إن شاء الله تعالى في كتابي هذا بعض العبارات المؤيدة لمذهب السلف، ولما نحن بصدده من إماطة الكلف من كتاب ((الأسماء والصفات)) للإمام البيهقي، لازال رفيع الدرجات، فاقتضى الحال ترجمته، ليرى المدقق سيرته، ويعرف الطالب طويته.

[ترجمة الإمام البيهقي]

فقد قال أحمد بن خلكان في كتابه ((وفيات الأعيان)) : أبو بكر أحمد ابن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي الخسر وجردى، الفقيه الشافعي، الحافظ الكبير المشهور، واحد زمانه، وفرد أقرانه في الفنون من كبار أصحاب الحاكم أبي عبد الله في الحديث، ثم الزائد عليه في أنواع العلوم. أخذ الفقه عن أبي الفتح ناصر بن محمد العمرى المروزى، غلب عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015