أحمد بن حنبل - نضر الله تعالى وجهه، ورفع درجته - قائلون، ولما خالف قوله مخالفون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل - إلى آخر ما قال مما سنذكره إن شاء اله تعالي في بعض المحال.
ونقل عنه شيخ الإسلام أمه قال في كتابه لاذى صنفه في اختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين ذكر فرق الخوارج والروافض والمرجئة والمعتزلة وغيرهم ثم قال مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث. جملة قول أهل السنة وأصحاب الحديث الإقرار بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله، وبما جاء عن الله عز وجل، وما رواه الثقات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرون من ذلك شيئاً، وأن الله واحد أحد فرد صمد، لا إله إلا هو لم يتخذ صاحبه ولا ولداً، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة حق وأن النار حق، وان الساعة حق آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن الله على عرشه كما قال: {الرحمن على العرش أستوى} [طه 5] ، وأن له يدين بلا كيف كما قال: {خلقت بيدي} [ص: 75] وكما قال: {بل يداه مبسوطتان} [المائدة 64] وأن له عينين كما قال {تجرى بأعيننا} [القمر 14] وأن له وجهاً كما قال {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} [الرحمن 27] وأن لله أسماء لا يقال غير اله، ولا يقال كما قالت المعتزلة والخوارج، وأقروا أن لله علماً كما قال {أنزله بعلمه} [النساء 166] وكما قال تعالى: {وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه} [فاطر 11، وفصلت 47] واثبتوا السمع والبصر، ولم ينفوا ذلك عن الله تعالى كما نفته المعتزلة. وأثبتوا له القوة كما قال: {أو لم يروا أن الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوة} [فصلت 15] وذكر مذهبهم في القدر إلى أن قال: ويقولون إن القرآن كلام الله غير مخلوق والكلام في اللفظ والوقف بدعة. ومن قال باللفظ والوقف فهو مبتدع عندهم، لا يقال: اللفظ بالقرآن غير مخلوق، ولا يقال مخلوق.