تلك المسائل، وبسط الأدلة واختلافات المجتهدين الأماثل، وسرد كلام هذين الأحمدين، بما يثبت فؤاد المنصف ويقر من متبع الحق العين، ليتبين بحوله تعالى، أن كثيراً من نقل الشيخ ((ابن حجر)) عنه ليس بصحيح، وتقبيحه لكانة أقواله غير مقرون بالترجيح، وأنه غير مبتدع في الدين، أو سلك غير سبيل المؤمنين.

فحررت هذه العجالة، مبينا فيها - إن شاء الله تعالى - لكل واحد من هذين الشيخين أقواله، مع نقل ما يتعلق بها من كلام المحققين، والجهابذة المتقدمين والمتأخرين، الذين هم نظراء هذين الإمامين وقرناء، ليقف الناظر الورع على الحقيقة، ويلحق العارف الذكي بتصوره تصديقه، متحرياً للحق المبين متبعاً - إن شاء الله تعالى - لقوله عز من قائل: {يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} [المائدة 8] آملا لثمرة قوله عليه الصلاة والسلام: ((المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وماولوا)) .

داعياً بما رواه مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يصلي يقول: ((اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أهدني لما اختلفت فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)) .

والملتمس ممن اطلع على هذا الكتاب وطلب تميز الخطأ من الصواب أنه يتذكر وقوفه عند الله سبحانه ليحفظ لسانه وقلمه وجنانه، من الاعتراض على ما حررته قبل الاستقضاء لما زبرته (?) ، فإن نبينا صلى الله تعالى عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015