ثم إلى الجنوب من خط عرض 30 ْجنوبًا تتحسن الحالة النباتية وتظهر غابات البحر المتوسط. ثم من خط عرض 40 ْجنوبًا إلى أقصى جنوب القارة في فويجو تغطي السفوح الغربية غابات من الصنوبر والزان.
استراليا:
تبين الخريطة الموضحة في شكل 90 توزيع النبات الطبيعي في أستراليا وأهم ما نلاحظه في هذه الخريطة ما يأتي:
أولًا: تشغل الصحاري الحارة مساحة كبيرة من قارة استراليا حتى ليعبر عن هذه القارة بأنها صحراء حارة محاطة بنطاق نباتي غني.
ثانيًا: لا توجد الغابات الاستوائية في استراليا نفسها لأنها تقع جنوب خط 10 ْجنوبًا، وأما الغابات الموسمية وتسمى أيضًا بالغابات المدارية الحارة الرطبة فتشغل الشريط الساحلي في شمال القارة وشمالها الشرقي بفضل الرياح الموسمية الصيفية. ولما كانت هذه الرياح تختلف قوتها من سنة إلى أخرى، هذا بالإضافة إلى أنها لا تكون في أشد قوتها إلا إذا اصطدمت بجبال، فلهذا كانت أمطار هذه الرياح غزيرة في بعض السنوات وقليلة في سنوات أخرى، كما أنها تكون غزيرة حيث مناطق الجبال وقليلة حيث الأرض منبسطة وبسبب هذه الظروف كانت الغابات غير كثيفة بل تتخللها بقع من الحشائش، كما أنها غابات نفضية إذ إن هذا هو النوع النباتي الذي يتلاءم مع هذه الظروف المناخية.
ثالثًا: تشغل الغابات كذلك شرق القارة من مدار الجدي إلى الجنوب ولكنها من نوع غابات المنطقة المعتدلة الدفيئة وهي غابات غنية تسود بها شجرة الكافور، ثم تتدرج هذه الحالة النباتية في الاتجاه الغربي فتتحول إلى حشائش ثم إلى صحراء صميمة. ثم في جنوب القارة نجد أن امتدادها الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي يناله أمطار من الرياح الغربية في فصل الشتاء الجنوبي، ولذلك تنمو هنا الأشجار الدائمة الخضرة وعلى الأخص في جنوب غرب القارة. ويلاحظ تقوس الساحل الجنوبي من الوسط نحو الشمال، فهذا التقوس حرم هذا الجزء من أمطار الرياح الغربية وما يترتب عليها من أشجار.