والقوانين الوضعية مهما نمقها أهلها وحسنوها ودعوا إليها فإنها قوانين متناقضة، قوانين ضالة تحمي الإجرام والمجرمين، وتنشر البلاء والفوضى بين المجتمع، قوانين تبيح الفساد كله، قوانين تعطي الإنسان الحرية يفعل ما يشاء بدون حدود ولا قيود، أما نظم الله وأحكامه العادلة ففيها الإنصاف والعدل والخير، ولقد كفر الله من حكم بغير شرعه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} (?) {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} (?) .
“ من أعداء الإسلام من يريد إعادة المسلمين إلى ما كانت عليه الجاهلية قبل الإسلام من أعمال شركية وعبادة غير الله “
أمة الإسلام، ومن أعداء الإسلام أناس يدعون إلى إعادة الأمة إلى الجاهلية الجهلاء، إلى الضلال والعمى الذي كان قبل الإسلام، يريدون أن يعيدوا الأمة إلى الوثنية التي حطمها الله بمبعث محمد -صلى الله عليه وسلم-، يحيون البدع التي تناقض شرع الله، يحاولون أن يعظموا الأموات والضرائح ويذبحون من دون الله، يشجعون من يناديها ويهتف باسمها من دون الله ويصرف لها خالص حق الله، إذا ذكرت لأولئك توحيد الله وإخلاص الدين لله، اشمأزت قلوبهم وقالوا: تنقصت الصالحين والأولياء وحططت من قدر الأنبياء والمرسلين، يريدون بذلك أن يعيدوا الأمة إلى أن تعبد ضرائح الأموات، وتبني على القبور، وتشجع الطائفين بها واللاجئين لها من دون الله، والذابحين والناذرين لها، والمستغيثين بها من دون الله، وكل تلك عداوة للإسلام، فإن العقيدة