الضلالة {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} (?) .
أيها المسلم، اعرف قدر الإسلام، اعرف قدر هذه النعمة واحمد الله عليها، وأد واجب شكر هذه النعمة بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، اشكر الله على أن هداك لهذا الدين وقد أضل عنه الأكثرين {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} (?) {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} (?) ، وقال منوها بشأن هذه النعمة: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} (?) فاعرف قدر هذه النعمة وازدد لله شكرا وثناء، لقد ذكر الله عن المؤمنين الراسخين في العلم الذين عرفوا قدر هذه النعمة أنهم في كل آن وحين يسألون الله الثبات على الإسلام، قال -جل جلاله- مخبرا عنهم في دعائهم: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (?) ، فاسألوا الله إذ هداكم للإسلام أن يثبتكم عليه وأن لا يزيغ قلوبكم عنه.
[أصل هذا الدين وقاعدته التي بني عليها هو تحقيق الشهادتين]
أيها المسلمون، إن أصل هذا الدين وأساسه وقاعدته التي بني عليها تحقيق الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فهذان ركنا التوحيد الذي لا يستقيم إسلام عبد إلا بتحقيق هاتين الكلمتين، فشهادة أن لا إله إلا الله تحقيقها إخلاص الدين لله، أن تكون عبادتك كلها خالصة لله، لا شريك لله في ذلك، هذا هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، أن تصرف جميع أنواع العبادة لمستحقها وهو الله جل جلاله: فدعاؤك لله وحده لا تدعو معه غيره، لا تذبح إلا لله، لا تنذر إلا لله، لا تستغيث إلا بالله، لا ترجو إلا الله،